The Icons - The Chelsea Boot

القطع الأيقونية

حذاء بوت تشيلسي

كان «نيك كارفل» الكاتب في مجال الموضة وملابس الرجال والمستشار والمتحدث باسم العلامات التجارية، من المعجبين بأحذية بوت تشيلسي منذ وقت طويل. بأصولها المتجذرة في العائلات الملكية وموسيقى الروك أند رول وتصميمها متعدد الاستخدامات، كل هذا يجعلها أحذية كلاسيكية حقيقية.  

Wedding pictures
Blue cashmere sweater

وكنت أتنقل مؤخرًا في مدينة «تشيلسي» في رحلة عمل لواحدة من أبرز الشركات على الإطلاق. فعندما كنت أتنقل بين مكاتب المراسلين بقمصان العمل الزرقاء الباهتة والجاكيتات الزرقاء الداكنة أمام شاشات أجهزة الحاسوب الكبيرة، كان هذا المكان أشبه بقاعة تداول لبنك استثماري أكثر منه دار نشر. وخلال عملي كموظف في العديد من محلات بيع الملابس الرجالية على مر السنين، اعتدت أن أكون محاطًا بزملاء من الصحفيين الذين يرتدون بناطيل الجينز والكنزات وليس البدلات الرسمية وربطات العنق. فاحتجت للعديد من الحيل لأغير من مظهري البسيط ليتناسب مع هذا المكان ذو الصبغة الرسمية. وكان ذلك يعني ارتداء حذاء بوت تشيلسي- أكثر حذاءٍ متعدد الاستخدامات يمكن اقتناؤه

يعجبني بأن سرّ تعدد استخدامات حذاء بوت تشيلسي يكمن في تاريخه. ويُقال بأن صانع الأحذية الخاص بالـ «الملكة فيكتوريا»، «جوزيف سباركس هول»، هو من ابتكره لها لترتديه في جولاتها اليومية، وسرعان ما اعتمدت الملكة ورعاياها هذا التصميم، بجوانبه المرنة ونعله المطاطي. وأطلق عليه مبتكروه في البداية «حذاء بوت جيه سباركس هول اللامع المرن بطول الكاحل»، ثم اتخذ هذا الحذاء سهل الارتداء لقب «حذاء الحقول»، حيث أصبح بديلًا شائعًا لركوب الخيل وكذلك المشي في أواخر القرن التاسع عشر. 

وبالحديث عن قارة أوروبا، تراجع الاهتمام فيها بالموضة بعد الحرب العالمية الأولى، ولم ينتعش مجددًا حتى عام 1961، وعندما رأى «جون لينون» و«بول مكارتني» زوجًا من الأحذية على واجهة صانعي الأحذية المسرحية في مدينة لندن «Anello & Davide»، وقاما باقتناء أزواج منها لهم ولزملائهم في الفرقة لكنها كانت تتميز بمقدمة مدببة أكثر وكعوب أعلى.  ثم أصبحت هذه الأحذية التي ارتدياها مع بدلات ضيقة جزءًا لا يتجزأ من الصورة الأساسية لفرقة «The Beatles» - لدرجة أنه تم اعتمادها من قبل الفرق البريطانية الأخرى التي ظهرت في ذلك الوقت وأبرزها «The Rolling Stones» و«The Who»، بالإضافة إلى المصممة «ماري كوانت» الأشهر في ذلك الوقت. نظرًا لاتباع رموز الموضة لفئة الشباب في حقبة الستينيات المتأرجحة، في كينغز رود في مدينة لندن، تمت إعادة تسمية الأحذية التي اختاروها لتصبح «أحذية بوت تشيلسي» تقديرًا لهم. ومنذ ذلك الحين، حظي هذا النمط بقاعدة جماهيرية واسعة من معجبي كاني ويست وهاري ستايلز وديفيد بيكهام وجاستن ثيروكس.  

Blue cashmere sweater

وكان هذا الحذاء نمطًا أشهرَه نجوم موسيقى الروك أند رول والأشخاص الذين غيروا البوصلة الثقافية وبقي هذا الحال حتى يومنا هذا. وإذا كانت البدلة التي أرتديها تبدو ممتلئة للغاية، فإن ارتداء حذاء بوت تشيلسي أسود أنيق تحتها يضيف إحساسًا بالتمرد الذي يميزك في مكان مليء بأحذية مزودة بأحزمة تقليدية وأربطة. وربما تكمن قوة هذه الأحذية الرائعة في أنها تتميز بالأناقة الكافية لارتدائها بشكل رسمي، وهي في نفس الوقت تحتفظ بالنمط الكاجوال البسيط، الذي جعلها بديلًا شائعًا عن الأنماط المنمقة في بريطانيا الفيكتورية الأرثوذكسية. وهذه القدرة على تجاوز الفجوة بين الملابس الرسمية والكاجوال ضمنت استمرار هذا النمط.  

وبالطبع، يكمن سر انتشار هذا الحذاء المتأصل متعدد الاستخدامات في التصميم التصميم الذي انتشر في جميع المواقع من خلال مصممين مختلفين يقدمون أشكالًا مختلفة من حذاء البوت هذا. بينما تلتزم العلامات التجارية مثل «Amiri» في لوس أنجلوس و«Sandro» في باريس ودار الأزياء البريطاني «Dunhill» بإصدارات أكثر انسيابية بمقدمة مدببة من الجلد العادي والجلد السويدي، يلتزم آخرون باحترام الجذور المتأصلة للتصميم: يمكنكم إلقاء نظرة على أحذية هاردي بكعب منخفض من علامة الدراجات النارية «Belstaff»، وأحذية تشيلسي ويلينغتون المعدّلة والمصممة للظروف الجوية الصعبة من علامة «Tod»، والأحذية بسحّاب المناسبة للمدن من تصميم الفرنسي «بيير ماهيو» لعلامة «Officine Générale»

وفي الحالتين، فهو حذاء يساعدني على التعبير عن نمطي الشخصي، سواء كنت بحاجة لتمشية الكلب أو كنت في طريقي إلى المكتب في لندن بالبدلة الرسمية. وربما تغيرت مدينة «تشيلسي» من مركز استقطاب جذاب عرفته فرقة «the Beatles» إلى مكان تطغى عليه صبغة الشركات الرسمية منذ فترة الستينيات، ولكن لحسن الحظ ، فإن قدرة حذاء تشيلسي على جعل الشخص يشعر بأنه أكثر تمردًا لم تتغير أبدًا- حتى لو كان الأمر، كما هو بالنسبة لي، القدرة على ارتدائه مع قبعة بيسبول ومعطف كبير للتوجه إلى وسط «بيدفورد» لاحتساء القهوة بعد يوم من العمل من المنزل على جهاز اللابتوب الخاص بي. إنها روح موسيقى الـ«روك أند رول».